نعم للثورة الفكرية

"نعم للثورة الفكرية " هي بقعة ضوء ومتنفس حرية لكل الطامحين لإقامة مجتمع يحترم كل افراده على اختلافاتهم وتنوعهم.

الثلاثاء، 28 يوليو 2015

صفحة من مذكراتي


اليوم هو الثامن والعشرون من شهر سبتمبر سنة 2025، استيقظت في الصباح الباكر كالعادة أستيقظ في هذا الوقت لأستغل هدوء الصباح لكتابة مقالة أو خاطرة جديدة، أعددت قهوتي وأخذت أوراقي و قلمي وجلست على الشرفة.
رغم التقدم التكنولوجي الهائل الذي غير كثيرا في أنماط حياتنا إلا أنني مازلت أفضل الكتابة على الورق أشعر أن القلم أفضل مستمع لي يفهم ما يجول في خاطري ويترجم مشاعري على الورق. بعد ساعة كنت قد انتهيت من كتابة مقالا جديد منذ عشر سنوات كنت أحتاج لأيام، أسابيع وأحيانا أشهر لكتابة مقال واحد، ما الذي اختلف؟ هل أصبحت أكثر مهارة؟ أم أن الكتابة أصبحت عادة لدي، أكتب وأنا مغمضة 
العينين؟ مالذي كان يقيد قلمي من قبل و من الذي حرره؟



في الحقيقة كثير من التغيرات طرأت على حياتنا في السنوات العشر الماضية. قبل عشر سنوات كنا قد وصلنا لمرحلة الانهيار وانتهت حضارتنا وإنجازاتنا وحل الدمار والتشرد والفقر على بلادنا واشتعلت الحروب في كل مكان كما سيطر الفساد على أنفس الناس فقتل الأبن والده والأخ أخاه لمجرد الاختلاف في الرأي. حبست حريتنا قتلت أرواحنا وتجردنا من إنسانيتنا، حتى جاء جيل من أبنائنا يتصفون بعقل راجح وروح ثائرة. طالبوا بالحرية فهُددوا بالقتل. لم يخافوا ولم يتراجعوا، تجمعوا، اتحدوا رغم اختلاف أجناسهم وأديانهم جمعهم حبهم لأوطانهم، رفضوا الذل والهوان. طالبوا باحترام الأنفس، طالبوا باسترداد الحرية، كانوا يعلمون ما هو المعنى الحقيقي للحرية، ليسوا مجرد مجرمين يهينون أديان، أجناس ومعتقدات الناس باسم الحرية. كانوا مجموعة قامت على أساس لكم دينكم و لي دين. بفضلهم عم السلا المعمورة. اليوم لا توجد ملاجئ ولا مشردين ولا يوجد إنسان مات بعد أن عذبه الجوع. لا تستخدم المتفجرات إلا في المناجم. يعيش المسيحي بجوار المسلم و الملحد.
يغض الرجل في مجتمعنا اليوم النظر مهما كانت ديانته فهو يغضه احتراما لنفسه، مجتمعه والنساء من حوله قبل أن يغضه اتباعا لدينه. وترتدي المرأة ما يناسبها فإن تحجبت فهي تقوم بما فرضه الله عليها و إن كانت غير محجبة فهي لا تعاب ولا ترفض من قبل مجتمعها وفي كلتا الحالتين لا تهدد سلامتها، فهي في أمان بغض النظر عما ترتديه. زي المرأة في مجتمعنا أمر يخصها وحدها. نسبة الفقر وصلت في مجتمعاتنا ل 1%. تمت إزالت الحدود السياسية فالكل يعرفه حدوده دون الحاجة للأسلاك الشائكة ولا حرس حدود . قامت الوحدة عربية منذ خمس سنوات. خصصت 30% من الدخل القومي للبلاد للبحث العلمي. جدد قانون الأسرة وأصدر قانون للمرأة يحمي حقوقها، استغرقت كتابته سنة كاملة، لمنع ذوي النفوس الضعيفة من استغلال صياغته ضد مصلحة المرأة. قضى العدل الإجتماعي على طبقة الفقراء و طبقة المجتمع المخملي ليصبح المجتمع طبقة واحدة
أشرقت الشمس ، الساعة التاسعة الآن أمضيت ثلاث ساعات ما بين تآملاتي و ذكرياتي. قررت ترك مكاني لأعود إلى سريري و أنام قليلا قبل موعد عملي.
:كالعادة و على نفس الصوت ونفس الحوار.
*"اصحي .... اصحي... مالك؟ ايه نفس الحلم؟"
*"أيوة نفس الحلم أنا حاسه أنها رؤية مش حلم و هتتحقق"
*"ههههههههههههه رؤية ؟! و كمان هتتحقق؟! شكلك نايمة انتظري بس بتقولي لي رؤية مش كده اسمعي آخر الأخبار يا أم رؤية أنتي، طفل في تالتة إبتدائي في مصر امبارح كانت خطوبته على بنت خالته اللي في رابعة إبتدائي، أكتر من 60% من النساء الجزائريات يعتقدن أن الزوج من حقه ضرب زوجته ، قالت منظمة غالوب العالمية  إن أكثر من خمس سكان العالم يعيشون تحت خط الفقر و 21% من سكان العالم يعيشون على 1.25 دولارفي اليوم أو أقل تحبي تسمعي كمان تحبي تعرفي كم واحد بيموت من الجوع ولا كم واحد بيتقتل عشان قال رأيه ولا تحبي تسمعي قصص الأطفال و الستات الللي بيموتوا بس علشان في اتنين مختلفين في رأي بيتحاربوا كم مشرد ولا كم سجين و لا كم......"
*"كفاية كفاية أنا عايزة أنام سيبني أنام أطفي النور دا..."
*"قال رؤية قال 
نعم كان حلم أو ربما رؤية هذا ما سيحدده جيل اليوم إما أن نظل كما نحن أو نبدأ بالتغيير 
إن أخترت التغيير فبدأ بنفسك اعدل في بيتك و تمسك بمبادئك و تقبل إختلاف من حولك.  


Maya farah  

الأحد، 19 يوليو 2015

العجز هو الكرسي أم الوطن؟

كلّما فكّرت بالعظماء في هذا العالم جلست مع نفسي، أنّبت ضميري وأثقلت على نفسي باللوم.. ولطالما جاءَني ضميري بالحجج حتّى أسامحه وأظنَّ كعادتي أنَّه ليس المذنب، فالتّفكير يشغلني عن العمل والعمل يشغلني عن التفكير وتمضي حياتي بينهما مذنبةً دائماً .. ويعود إليَّ حماسي كطفلٍ، وأضع الخططَ الخرافيّة كالعطّار الذي يحاول عبثاً أن يصلح ما أفسده الزّمن.. ولا تمضي مدّةٌ طويلة قبل أن أعود إلى واقعي الذي لا أملك أملاً بقابليّة تغيّره فلم أتكبَّد كلَّ ذلك العناء إذاً؟
ولكن.. هذه الصورة تحديداً أوقفتني مع ضميري وقفة مؤلمة، انظر إليه، إلى ابتسامته، إلى الأكوان المرتسمة على قزحية عينيه، انظر إلى المستحيل.. انظر إلى التحدي، انظر إلى رحم الأحزان كيف يلد ثورةً بعد مخاضٍ أليم..!
- وقفت أمام مرآتي وسألت نفسي: من أنا؟
- لست الأجمل ولم يدفع أحدهم ثمن حياته يوماً تأميناً على قطعةٍ زهيدةٍ من جسدي، لا ولم يقف أحدهم لالتقاط صورةٍ تذكاريّةٍ معي كهذه حتى.. إذاً من أنا؟
- أعدتُ النّظرَ إلى الصورة.. يتكبّدون عناءَ تدريبِه على المستحيل بعد أن حقّقَ المستحيلات الستّة ولم يبقَ أمامه سوى السابع..

 - إذاً دعك من مظهري.. لقد أصبحَ المظهرُ سلعةً زهيدةً تباع في المحال التجارية فكيف أكون مختلفةً إذاً؟ كيف سأقنع كلَّ هؤلاء الرجال أن يتكبدوا عناءَ حملي لأتدرّب على ركوب الفضاء حيث أحلم أن أرى العالم ثم ألمح من هناك بصمة يدي...؟؟ استوقفني هذا السؤال، فلم أريد منهم أن يحملوني؟ أنا لست عاجزةً أصلاً !!




وقفةٌ واحدةٌ مع الحقيقة أودت بأحدنا إلى الانتحار، إمّا أنا أو ضميري، فمن فينا عاجزٌ أكثر، أنت على كرسيك المتحرك يا ستيفن أم أنا هنا في هذا المكان؟

لو أنني ولدت عاجزةً على ضفاف الثيمز لحملتني أفكاري إلى الفضاء دون خوف، لسمعني أحدهم، حتّى لو كانت آلةً كهربائيةً موصولةً إلى حنجرتي المُعطّلة!! ما الفرق؟ حنجرتي معطلةٌ هنا أيضاً، تهتزُّ حبالي الصوتية ثمَّ تتصلّب ويموت الصوت!!
 لقد وقفت مئات الوقفات، دافعت عن نفسي آلاف المرات، حللت آلاف المسائل الرياضية بكلّ شغفٍ وفكرت بآلاف الحلول لآلاف المشكلاتِ التي قد تكون بلا قيمةٍ على كلِّ حالٍ ولكنّها على الأقلِّ محاولاتٌ اعتادَ غيرُنا أن يحترمها وإن تمَّ نطقها من قِبل حاسوبٍ مربوطٍ برأس رجلٍ على كرسيّ، وفي النهاية لم أجد نفسي إلّا على المقاعد الخلفيّة أصفّق لهم على نجاحهم.. فما فرقي عنهم؟ ما فرق أبناءِ شعب الشرق الفتي الخصب عن أبناء العالم الغربي العجوز؟؟
 والآن لا أتعدى كوني شاعرةً على أطلال العجز، لا أملك إلا الكلمات، وجسدي القوي، وعقلي المعافى، الهش المتجمد.. حنجرتي السليمة طبياً، المغلقة من كل الاتجاهات..


حلمتُ بالفضاء لأرى العالم من نوافذ المجرّة وانتهى بي الأمر أبكي أمام مرآتي لأنني رأيت رجلاً عاجزاً من منظورنا، رآه غيرنا على حقيقته انساناً حراً، لأنّه ومن الناحية العلمية عندما يطير في الفضاء دون الجاذبية، لن تكون حركة المعافين أسهل من حركته أصلاً...!!

إذاً فليغفُ ضميري وضميركم، نحن لسنا مقصرين.. ولم نتقاعس عن فعل ما اعتقدناه صحيحاً.. نحن الأحياء الخالدون ها هنا تحت الأنقاض ولنمجّد هذه الحياة الكريمة الخالدة!  زوّروا لي مرآتي لأظنّ أنني الأجمل علّها تعطيني سبباً لأتكبّر على ذلك الرجل العاجز المقعد، الناطق الفعال.. فأنا الفتاة السليمة القادرة، 

 الخرساء الفارغة.........

Oula Suleiman


الثلاثاء، 14 يوليو 2015

الهوس الجنسي الشرقي



يُعد "هوس" الرجل الشرقي بالجنس "مرضاً نفسيّاً". ولمعرفة أسباب هذه العلة علينا البحث عن الأعراض. ولن يتسنى لنا ذلك، إلا من خلال الاطلاع على الثرات الاجتماعي والتربوي السائد في المجتمعات الشرقية، وكذلك المطبوعات الدينية الاعتباطية المليئة بالشطط.
مواقعنا الالكترونية ومكتباتنا ومعارضنا، تزخر بالكتب والمجلدات التي تتحدث عن الجنس وفنون النكاح، كما تُباع هذه الكتب  على أرصفة الجوامع، وتُصَدَّر للدول العربية، وتهدى بدون مقابل لأغلب الفتيان والفتيان في الشوارع. على سبيل المثال لا الحصر نذكر: كتاب "تنوير الوقاع في أسرار الجماع" محمد النفزاوي، و "تحفة العروس ومتعة النفوس" لـ التيجاني، و" نواضر الأيك في معرفة النيك" للإمام جلال الدين السيوطي، و "الجامع الصحيح" للبخاري، و "هداية الرواة" لابن حجر العسقلاني، و "المسند الصحيح" لمسلم، و " عارضة الأحوذي " لابن العربي، و " صحيح الترمذي" للألباني...

ولضمان تطبيق هذه الهلوسات والهرطقات على نطاق واسع ـ في عصرنا الحالي ـ باشر الشيوخ والوعاظ المتاجرين بالدين بإطلالاتهم الماراثونية عبر القنوات الفضائية واستطاعوا بخطبهم الرنانة التلاعب بعقول الأتباع، محرضين "الفحول" على التكاثر والجهاد من أجل الفوز بالجنة، حيث لا عمل ولا شغل فيها إلا اللهو والأكل وفض أغشية بكارة الحور العين والوصيفات على مدار الزمان، ومشجعين "العورات" على التفريخ وجهاد النكاح، ومتهمين كل مفكر إسلامي مجدد وكل مثقف مشكك، بالزنديق الكافر، الممول من الغرب.

من يلمس عن قرب طبيعة التربية التقليدية في البيت الشرقي، ومناهج التعليم من الكتاتيب إلى الجامعات التي تحرّم الاختلاط بين الجنسين، وتمنع الثقافة الجنسية الصحيحة للتوعية، وتجرم النقاش حول القمع الفكري والجسدي، وتعيب الحديث عن المشاعر والغرائز المكبوتة التي ترمي بالذكور في أحضان المواقع الإباحية…

مازال الرجل الشرقي، لحد الساعة، يعتقد أنه المحظوظ الوحيد في الكون، بسبب ولادته في تلك البقعة من الأرض. ما زال يصدق تلك الترهات، ويتخذها كبوصلةٍ يهتدي بها في سلوكياتِ حياته، الاجتماعية والحميمية، التي يتحكم فيها الحرام والعيب والممنوع، والصراع بين السني والشيعي حول زواج المتعة والمسيار، وتفخيذ الرضيعة وإرضاع الكبير ومضاجعة الميت...

الشرقي أسير شهواته، ازدواجيُّ الشخصية، مهووسٌ بعذرية المرأة داخل أسرته ومجتمعه، لكنه لا يهتم لذلك إذا أراد الارتباط بفتاةٍ من عائلةٍ ثريةٍ حتى إن لم تكن عذراء أو كانت أوربية. له حياة في العلن وأخرى  في السر: يتبجح دوماً بتمسكه بالعفة والأخلاق والانسانية وتكريمه "للمرأة" أي "العورة“. وما إن تواتيه الفرص، داخل أو خارج بلده، حتى تتفاجأ بأفعاله القذرة وألفاظه البذيئة التي تخدش الحياء. تجده قد نزع عنه قناع التقوى وجلباب التدين وتقديس الفقهاء ورهبة مخافة الله.... وانساق وراء غرائزه المكبوتة لإشباعها، لاهثاً كالحيوان خلفَ المرأة أينما حلت وارتحلت ومهما كان سنّها ولون بشرتها وعقيدتها وكيفما كان لباسها. بعد ذلك يلتجئ ساجداً، راكعاً طالباً المغفرة من الله لمحو كبائره ومعاصيه. 
ولن أستثني هنا المرأة الشرقية الخانعة، إذ ساهمت في تكريس هذه الخرافات ضدها. تعودت على العبودية، آمنت أنها "عورة" خُلقت وعاءً للجنس وآلةً للولادة من أجل إمتاع الفحل، بدل إيمانها بالله سبحانه وتعالى وحده، الذي خلقها حُرَّةً متساويةً مع الرجل في العقل والأحاسيس والحكمة والإبداع والتعليم والحقوق والواجبات. 
ختاماً، بدون ما ذكر، وما لم يتسنى لي ذكره لكثرته، لن يستطيع أحد أن يفهم عقلية الشرقي أو يستوعب الأسباب التي ساهمت في هوسه الجنسي، وما آلت إليه أموره من تخلفٍ فكريٍ وانحطاطٍ أخلاقيٍّ و كبتٍ جنسيٍّ و انعدامِ ضميرٍ إنساني.. إذ هو نفسهُ غير مدرك بحاله.
وبرأيي يصعب على من شُلَّ عقله وتخشبت أفكاره، واستأنسَ بالخرافات والتبعية أن يغير من طباعِه وأفكارِه وسلوكياته. ومن المستحيل تغيير هذا الواقع بدون تحرير العقل من رجال الدين  وتغيير جذري لمناهج التربية والتعليم، وتوعية اجتماعية شاملة وممنهجة وثقافة جنسية صحيحة إلزامية.

كاتب المقال: Nrma Radia
ــــــــــــــــــــــــــ 

ـ ملاحظة: وجب الإشارة أنني تطرقت في مقالتي "للفحل" الشرقي المهووس بالجنس وليس " الرجل = جنتلمان " الشرقي الذي أحترمه و أقدره.

سحر القراءة


حين تبكي تأثراً بسبب مشهد محزن على شاشات التلفاز أو في السينما .. فأنت تتأثر وفق الإحداثيات التي أعطاك إياها المخرج ... أعطاك السطور كما يقولها الممثل الفلاني بلهجته و تجسيده للشخصية كما يهوى .. و أعطاك الموسيقا التصويرية المرافقة للمشهد كما تخيلها تعزف سيمفونية الحزن فيه .. و أعطاك موقعاً و إضاءة خافتة ليعمل عقلك على تجميع هذه المعلومات فقط .. و يكون حزنك نابعا من تأثرك بالذي شاهدته ألا و هو خبرة المخرج باستدراج عواطفك..



 لكن قراءة مشهد محزن في كتاب هو أمر مغاير تماما .. لقد تخيلت الشخصية وفق تجاربك الشخصية .. وفق آلامك السابقة .. لقد رأيت الشخصية كروح .. كمشاعر .. رأيت آلامها بدون دموع ملموسة .. رأيت جمالها بدون مساحيق تجميل .. أحسست بمشاعرها لا كما وضعت لك في سطور و سيناريو .. بل وضعت نفسك في مكانها .. جسدت أنت خبرتك الشخصية و آلامك و أفراحك السابقة و أفكارك الحياتية في ما تقرأه...

جمال القراءة يا صديقي أنك أنت المخرج الوحيد لهذا الكتاب .. و يملك عقلك الحرية المطلقة بإبتكار كل ما يتلقاه و تحويله الى مشهد متكامل يناسب ما تحب و ما تكره ..
Ruba Khalaf

كفى وأداً

 أختلفت أساليب الوأد للفتيات على مر العصور بأختلاف الأزمنة و الأمكنة و التفاوت الثقافي و البيئي بين الشعوب، و مما لا شك فيهِ إن عادة الوأد التي كانت مُتفشية في العصور الجاهلية أنذاك هي من أكثر العادات ظُلماً و تحقيراً للأنثى. 


وعلى الرغم من إننا نشهدُ ثورة تطورية كبيرة على كافة الأصعدة جعلتنا في بونٍ كبير ما بين العصرين الجاهلي و المُعاصر إلا إن أساليب الوأد لا زالت تُلقي بظلالها على المرأة العربية و بطرق مُبطنة لا تخلو من الهمجية و الإمتهان عن سابقاتها لا سيما ظاهرة "ختان الإناث" وهي عملية إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الأنثوية دون وجود سبب طبي لذلك بأستخدام موس أو سكين بدون أي تعقيم أو تطهير لتلك الأدوات المُستخدمة مُبررين بأنها أحد الطقوس الثقافية أو الدينية كما يزعمون. يختلف العمر الذي تجرى فيهِ هذه العملية من أسبوع بعد الولادة وحتى سن البلوغ حسب تقريراليونيسيف، حيثُ إن أكثر من 130 مليون امرأة في 29 دولة في أفريقيا  و الشرق الأوسط تعرضّن للختان بحسب تقرير أصدرتهُ المنظمة ذاتها في اليوم العالمي للختان. و بالرغم من مُحاولة المُنظمات الدولية لمكافحة الخِتان الذي تُجرّمهُ كافة القوانين الدولية لا زالت بعض الدول العربية تعتلي قائمة الصدارة بين الدول من بينها الصومال بنسبة 98% و جيبوتي 93% و مصر بنسبة 91 % أما السودان فوصلت نسبة الخِتان هُناك إلى 89% .
المُريب إن المُشكلة باتت لا تقتصر على النساء في القارة الأفريقية، إذ ارتفع عدد النساء المُتعايشات مع الختان أو المُتعرضات لهُ من  168,000 في عام 1997 إلى 513,000 هذا العام في الولايات المتحدة. أما في  أوروبا، فيُقدر أن مئات آلاف النساء قد تعرضن للخِتان فيما آلاف البنات مُعرضات لهُ في المستقبل.



المُلفت للأنتباه أَنهُ و بالرغم من تَسنيِّنْ قوانين تُجرّم عملية الختان في بعض الدول العربية إلا أَنها لم تشهد تغيراً ملحوظاً خاصةً في كُل من الصومال و جيبوتي و السودان و اليمن بسبب تمسك أبناء المُجتمع بالعادات و التقاليد الدنيئة لا سيما النساء المُسنات منهم خوفاً من "وصمة العار" التي ربما تجلبها الفتاة لهم ..! مع العلم إن عملية الختان لها مُضاعفات مُميتة تتضمن النزيف المُميت والاحتباس البولي الحاد وعدوى المسالك البولية وعدوى الجروح وتسمم الدم و الكزاز و إمكانية أنتقال الإلتهاب الكبدي و الإيدز....إلخ من المُضاعفات المتأخرة .
التساؤل الذي يدعونا للتأمل ملياً هو: إن كان الهدف من وراء عملية الختان هو مُساعدة الفتاة في الحفاظ على شرفها والحدّ من الشهوة الجنسية التي تضمن لها الوقاية من الأنخراط نحو العلاقات الجنسية المُتعددة ما الذي سيساعد الرجل إذن ..؟ قصّ القُضيب أم جعل الرجل حبيساً للمنزل ..؟! بما إن بعض الشيوخ يتكلمون من مُنطلق الشرف المُفرط وجب
عليهم الأخذ بنظر الأعتبار مبدأ العدالة و المساواة حتى نصل للغاية المنشودة في تأمين مُجتمع خالٍ من العاهات والأنحلال الأخلاقي أم أن المُمارسات اللأخلاقية حِكرٌ على النساءِ فقط .؟ مرة أخرى تقع المرأة فريسة مُستساغة لأعداء الأنسانية ، ومرة أخرى يقف المُجتمع العربي مكتوف الأيدي أمام الأرقام الكبيرة للفتيات اللواتي يتعرضّن لعملية الخِتان. فالحقيقة إن  سَنَّ القوانين وحدهُ لا يكفي للحدّ من هذهِ الظاهرة المقيتة، الأمر يحتاجُ لتظافر الجهود أبتداءاً من صدور أحكام صارمة ضد كُل من يُمارس العملية من الداية و حلاق الصحة و الطبيب و أنتهاءً بإطلاق حملات توعية و فتاوى واسعة النطاق حتى تؤخذ المُشكلة على هودج الجد و إلا فالتواني في المُلاحقة القانونية لهؤلاء و الأرقام المُهَّولة للفتيات تُبشر بمُنعطف سحيق لا تُحمد عُقبَاهُ أبداً .

Ban A. Daniel

هل حلمت يوما أن تصبح فتاة !!!


هل حلمت يوما أن تصبح فتاة !!!
أتدري كم فتاة تحلم كل يوم أن تصبح شاب!
كي تحمل سلاحاً وترتدي الكوفية لتنضم لصفوف الفدائيين! في مجتمع يفسر بنية سوداء الاشياء على أهوائه.
كي تذهب كل يوم الى الجامعة وتصبح محامية تدافع بصوتها عن المظلومين، في مجتمع يعتبر صوت الانثى عورة!
كي تحمل كاميرا وتلتقط صورة لوردة في ريف "محافظ" يرى في الفتاة خادمة في منزل ليس أكثر!

كي تمارس الأشياء التي تحبها كـركوب الخيل او الدراجة الهوائية دون أن تسبب الإحراج لأبيها ... عندما يتناقل الجيران خبر فعلتها الشنيعة !!!
كنت صغيراً جداً عندما قالت لي تلك الفتاة، انا أحسدك لأنك شاب وأتمنى لو بأماكني أن أصبح شاب مثلك، لأخرج والعب في الحي واخرج مع صديقاتي اللواتي سيصبحن شباب ...... لأنني كنت صغيراً لم أكن اعرف عن ماذا تتحدث وما الذي يمنعها من أن تمارس حياتها كما تريد. لكن عندما كبرت عرفت أننا نمارس أباً عن جد أشياء غبية تسمى العادات والتقاليد، طبعاً أقصد ما لا يدخل ضمن الأخلاق والدين.
أتدرون كم مبدعة وفنانة ماتت وستموت دون ان يعرف العالم بها!
أتدرون كم من كاتبة وشاعرة دُفنت أحلامها على عتبة بيتهم!
أتدرون كم من صوت فيروزي لم يتناقله سوى صدى غرفة ظلماء!
أتدرون كم من قائدة وعالمة وطبيبة ومحامية ... كانت ستصبح لو لم يجبرها ذويها على أن تصبح اُميّة !! 

جدتي إحداهن.
سيقول البعض زنديقٌ ليبراليٌ متحرر يتطاول على عاداتنا وتقاليدنا، ويريد للمرأة الانحلال الأخلاقي .... لكن في الحقيقة أن الانحلال الاخلاقي والدعارة بأكملها تكمن في عقول هؤلاء البعض، الذين لا يرون من المرأة الا جسدها، ولا يستطيعون أن يفكروا بالمرأة بانعزال عن أهوائهم وشهواتهم النتنة.


لكن


ان شبابنا مرهفو الإحساس و مشاعرهم سريعة الجرح ... فمشاعرهم تتأذى لرؤية شاب يتناول الطعام على الملأ في رمضان...
مشاعرهم تتأذى لرؤية فتاة تلبس فستان...
مشاعرهم تتأذى لرؤية متحابين ممسكي بأيدي بعضهما...
 مشاعرهم تتأذى لرؤية شاب مثلي أو فتاة مثلية...
 مشاعرهم تتأذى لرؤية شخص عارض معتقدا من معتقداته و لو كان نقدا بناء...
مشاعرهم تتأذى لرؤية امرأة خارجة من بيتها مع صديقاتها للتنزه...

لكن !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!



مشاعرهم لا تتأذى عند رؤية نساء تضرب من قبل أزواجهن...
مشاعرهن لا تتأذى عند رؤية طفلة لا يتجاوز عمرها 6 سنوات تتسول في الطريق...
مشاعرهم لا تتأذى عند رؤية أطفال يعملون في البقاليات بدل تلقيهم العلم...
مشاعرهم لا تتأذى عند رؤية الرشوة و الفساد بأم عينهم...
مشاعرهم لا تتأثر حين تصبح طائفتك أولى الأسئلة المطروحة حولك كأن وجودك مرتبط بها...
مشاعرهم لا تتأثر لرؤية جندي شاب ودع عروسه ليعود اليها في الصباح التالي شهيدا
فعلا.... شباب مرهف الإحساس! 

Ruba Khalaf