نعم للثورة الفكرية

"نعم للثورة الفكرية " هي بقعة ضوء ومتنفس حرية لكل الطامحين لإقامة مجتمع يحترم كل افراده على اختلافاتهم وتنوعهم.

الثلاثاء، 14 يوليو 2015

سحر القراءة


حين تبكي تأثراً بسبب مشهد محزن على شاشات التلفاز أو في السينما .. فأنت تتأثر وفق الإحداثيات التي أعطاك إياها المخرج ... أعطاك السطور كما يقولها الممثل الفلاني بلهجته و تجسيده للشخصية كما يهوى .. و أعطاك الموسيقا التصويرية المرافقة للمشهد كما تخيلها تعزف سيمفونية الحزن فيه .. و أعطاك موقعاً و إضاءة خافتة ليعمل عقلك على تجميع هذه المعلومات فقط .. و يكون حزنك نابعا من تأثرك بالذي شاهدته ألا و هو خبرة المخرج باستدراج عواطفك..



 لكن قراءة مشهد محزن في كتاب هو أمر مغاير تماما .. لقد تخيلت الشخصية وفق تجاربك الشخصية .. وفق آلامك السابقة .. لقد رأيت الشخصية كروح .. كمشاعر .. رأيت آلامها بدون دموع ملموسة .. رأيت جمالها بدون مساحيق تجميل .. أحسست بمشاعرها لا كما وضعت لك في سطور و سيناريو .. بل وضعت نفسك في مكانها .. جسدت أنت خبرتك الشخصية و آلامك و أفراحك السابقة و أفكارك الحياتية في ما تقرأه...

جمال القراءة يا صديقي أنك أنت المخرج الوحيد لهذا الكتاب .. و يملك عقلك الحرية المطلقة بإبتكار كل ما يتلقاه و تحويله الى مشهد متكامل يناسب ما تحب و ما تكره ..
Ruba Khalaf