نعم للثورة الفكرية

"نعم للثورة الفكرية " هي بقعة ضوء ومتنفس حرية لكل الطامحين لإقامة مجتمع يحترم كل افراده على اختلافاتهم وتنوعهم.

الجمعة، 4 سبتمبر 2015

دعارة تحت سِتار الزواج .!


مُنذ نعومة أظافرهن لم يتجرأن على الحُلم بأكثرِ من شهادة جامعية وزوج يصونُ العهد يتشاركن معهُ الأفراح و الأتراح سوياً، إلا أن الحروب التي هتكت بكُل معاني الحياة في البلاد لم تُبقي لهن حُلماً إلا وسلبتهُ حتى أن
بعضهن وهبن أنفسهن قُرباناً للقمة عيش تسدُ بها رمق أسرتها التي ضحت بها مُقابل مبلغٍ مالي في ليلةٍ حمراءٍ
مُظلمة تحت مُسمى "الزواج"..! فمُخيمات اللاجئيين السوريين أصبحت اليوم مرتعاً لمُمارسة الدعارة تحت غِطاء الجمعيات الخيرية وأمام مرأى العالم، حيثُ أفاد عدد من عُمال الإغاثة والجمعيات الخيرية الدينية لمساعدة اللاجئين السوريين، بأن هُناك سعوديون يلجأون إلى "وكلاء" بحثاً عن "لاجئات سوريات لأهداف جنسية" .!! وبحسب صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية أن العقد المُبرم بين الطرفين يقوم على أساس الزواج كما يسمونه رغم أنهُ لا يستمر سوى بضعة أيام وفي أحيان كثيرة لبضع ساعات! وقد تم خداع العديد من النساء السوريات من قبل "أزواجهن" المزعومين الذين يعدونهن بأن الزواج سيستمر على هذا النحو لفترة قصيرة فقط، ثم يصطحبونهن إلى السعودية لتوثيق الزواج، لكن هؤلاء الأزواج المزعومين سرعان ما يتركون "الزوجات" ويغيرون أرقام هواتفهم بعد أن يقضوا وطرهم منهن و قبل أن يختفوا و طبقاً لتقديرات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، إن أكثر من 500 إمرأة وفتاة سورية ممن لم يبلغن سّن الرشد جرى "بيعهن" بهذه الطريقة خلال العام 2013 وحده، أي خلال أقل من شهر واحد!! علماً بأن اللقاء يتم عن طريق سيدة تعمل وسيطاً في ترتيب لقاءات تجمع رجالاً وفتيات من مخيمات اللجوء (لممارسة الدعارة) مقابل
خمسين ديناراً في الساعة، ويتضاعف المبلغ إذا كانت الفتاة فقدت عذريتها مؤخراً .!
مع كُل المآسي التي يعيشها السوريون في مُخيمات اللاجئين من نُقصٍ في المواد الغذائية والإمدادات الانسانية، يأتي بعضُ الأشقاء العرب من رجال أعمال بمختلف الجنسيات لينتهزوا الظروف المعيشية التي يعيشها هؤلاء، وكما اعتدنا غالباً ما تكون الضحية "امرأة" أو بُرعمة في عُمر الزهور لم تتعدى الـ 14 عاماً على أقل تقدير. لستُ أدري في أي حُفرةٍ طُمست انسانية هؤلاء عندما وصل بهم الأمر لبيع وشراء فتيات جُل طموحهن مأوى يأويهن ورغيف خُبزٍ صار بالنسبةِ لهن منالاً صعباً وسط مآسي الحروب والفقر المُدقع الذي يعيشهُ اللاجئيين هُناك، والمؤسف حقاً أن عمليات المُتاجرة هذهِ تتم وسط صمتٍ مُطبق من قبل السلطات المحلية في البلاد ودون أي مُبادرة للحدّ من الجرائم الانسانية التي تحدث في المُخيمات، خاصةً وأن هُناك شهادات تُفيد بتعرض الفتيات للتحرش الجنسي من قبل أفراد الجمعيات ذاتها بحسب منظمة "هيومان رايتس ووتش" الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وهذا يعني أن الأمر فاق حدود المُتوقع! فمن المُفترض أن يجدن ملاذاً آمناً على الأقل من قبل السُلطات المعنية بخدمة اللاجئين لا أن يتم استغلالهن جنسياً وبطرق أقلُ ما يقالُ عنها أنها مُهينة، ناهيك عن أنها تعكس صورةً بشعة عن الهوية الانسانية المفقودة هُناك مُنذ أن صار الجنس صراعاً من أجل البقاء . بقلم: بان المالكي