نعم للثورة الفكرية

"نعم للثورة الفكرية " هي بقعة ضوء ومتنفس حرية لكل الطامحين لإقامة مجتمع يحترم كل افراده على اختلافاتهم وتنوعهم.

الثلاثاء، 3 فبراير 2015

مسلمي بورما

على مدى سنين طويلة كان مسلمي بورما ضحيةً لمجازر ولمحاولات إبادة عرقية منظمة على يد الجماعات البوذية المتطرفة.
هذا الاضطهاد، الذي لم تعترف فيه منظمة العفو الدولي حتى عام 2102 ، بدأ في العام 0492 الذي شهد مذابح عنيفة بحق
المسلمين من قبل المتطرفين راح ضحيتها أكثر من مئة ألف مسلم وشرد مئات الألوف.


التضييق على المسلمين في بورما لم يتوقف يوما،ً فقد تعرضوا لكافة أنواع المضايقات والمحولات لجعلهم يعتنقون البوذية، كما
أنهم كانوا ضحية للطرد الجماعي المتكرر بين أعوام 0492 م و 0440 وتم ترحيل مئات الألوف منهم الى بنجلادش في أوضاع
قاسية جدا وفي ظل صمت دولي مطبق على معاناة هذه الفئة من الشعب ومساعدات خجولة من قبل الأمم المتحدة.
الهجمات الأخيرة التي يتعرض لها المسلمون في بورما تعتبر الأشد، والأعنف في تاريخ الإقليم. ففي عام 0441 قام حوالي
0011 راهب بوذي بعمليات سرقة ونهب بحق المسلمين طالت ممتلكاتهم ومراكزهم الدينية، وفي مايو 2110 اندلعت أحداث
شغب بحق المسلمين كان ضحيتها 211 مسلم بالإضافة لتدمير 00 مسجد واحراق 911 منزل، وفي يونيو 2102 قتل 91 مسلم
ونهبت منازلهم ومساجدهم وشركاتهم.



الاضطهاد الحاصل للمسلمين في يورما لا يقتصر فقط على ما تفعله الجماعات المتطرفة بل يتعرض المسلمين أيضا لعقوبات
دينية واقتصادية يتم فرضها من قبل الحكومة في أقليم اركان. فمن الناحية الاقتصادية، تصادر الحكومة آراضي المسلمين
وقوارب صيدهم دون أسباب معروفة، كما انها تفرض عليهم ضرائب مرتفعة جداً وتقوم بمنعم من بيع محاصيلهم التي تقوم
بإحراقها في الكثير من الأحيان وتمنعهم من تطوير زراعتهم أو من شراء آلات زراعية جديدة ومن العمل داخل القطاع
الصناعي. أما من الناحية الدينية، فلا تسمح الحكومة للمسلمين بطباعة الكتب الدينية، أو بأطلاق اللحى وارتداء الزي الإسلامي،
كما أنها تمنعهم من ممارسة فريضة الحج، ومن إطلاق الآذان عبر مكبرات الصوت ومن ذبح الأضاحي، كما تتدخل في إدارة
المساجد وتقوم بمصادرة أملاك الأوقاف.

في هذا البلد الواقع بين الهند وبنجلادش والصين، والذي يقدر عدد سكانه بنحو 01 مليون نسمة , 00 % منهم من المسلمين،
والذين لا يعرفون هذه الأيام أين يتجهون بعد أن هجروا أراضيهم ومنازلهم، وهربوا مع أسرهم من الهجمات الشرسة التي تشن
ضدهم من قبل الجماعات البوذية المتطرفة، يحصل تعدي فاضح لحقوق الانسان والأقلية. تعدٍ للأسف لا تصلت وسائل الأعلام
الضوء الكافي عليه ولا تعمل الأمم المتحدة بشكل كافٍ لمعالجته.